فصل: الصفة الخامسة: الرضا

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تعليق مختصر على كتاب لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد **


 الصفة الرابعة‏:‏ ‏"‏المجيء‏"‏

مجيء الله للفصل بين عباده يوم القيامة ثابت بالكتاب، والسنة وإجماع السلف‏.‏

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَجَاءَ رَبُّك‏}‏ ‏[‏ سورة الفجر، الآية‏:‏ 22‏.‏‏]‏‏.‏ و ‏{‏هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ‏}‏‏[‏ سورة البقرة، الآية‏:‏ 210‏.‏‏]‏‏.‏

وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏ ‏(‏حتى إذا لم يبق إلا من يعبد الله أتاهم رب العالمين‏)‏‏.‏ متفق عليه‏.‏ في حديث طويل‏[‏رواه البخاري، كتاب الأذان ‏(‏806‏)‏، ومسلم، كتاب الإيمان ‏(‏183‏)‏‏.‏‏]‏‏.‏

وأجمع السلف على ثبوت المجيء لله تعالى، فيجب إثباته له من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، وهو مجيء حقيقي يليق بالله تعالى‏.‏

وقد فسره أهل التعطيل بمجيء أمره‏.‏ ونرد عليهم بما سبق في القاعدة الرابعة‏.‏

 الصفة الخامسة‏:‏ ‏"‏الرضا‏"‏

الرضا من صفات الله الثابتة له بالكتاب، والسنة، وإجماع السلف‏.‏

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ‏}‏‏[‏ سورة البينة، الآية‏:‏ 8‏.‏‏]‏‏.‏

وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏ ‏(‏إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها‏)‏ ‏[‏رواه مسلم، كتاب الذكر ‏(‏2734‏)‏‏.‏‏]‏‏.‏ رواه مسلم‏.‏

وأجمع السلف على إثبات الرضا لله تعالى فيجب إثباته له من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل‏.‏

وهو رضا حقيقي يليق بالله تعالى، وقد فسره أهل التعطيل بالثواب‏.‏ نرد عليهم بما سبق في القاعدة الرابعة‏.‏

 الصفة الخامسة‏:‏ ‏"‏المحبة‏"‏

المحبة من صفات الله الثابتة له بالكتاب، والسنة، وإجماع السلف‏.‏

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ‏}‏‏[‏ سورة المائدة، الآية‏:‏ 54‏.‏‏]‏‏.‏

وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم خيبر‏:‏ ‏(‏لأعطين الراية غدًا رجلًا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله‏)‏ ‏[‏رواه البخاري، كتاب المغازي ‏(‏4210‏)‏، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة ‏(‏2406‏)‏‏.‏‏]‏‏.‏ متفق عليه‏.‏

وأجمع السلف على ثبوت المحبة لله يحب، ويحب، فيجب إثبات ذلك حقيقة من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل‏.‏

وهي محبة حقيقية تليق بالله تعالى، وقد فسرها أهل التعطيل بالثواب، والرد عليهم بما سبق في القاعدة الرابعة‏.‏

 الصفة السابعة‏:‏ ‏"‏الغضب‏"‏

الغضب من صفات الله الثابتة له بالكتاب، والسنة، وإجماع السلف‏.‏

قال الله تعالى فيمن قتل مؤمنًا متعمدًا‏:‏ ‏{‏وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ‏}‏‏[‏ سورة النساء، الآية‏:‏ 93‏.‏‏]‏‏.‏

وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏ ‏(‏إن الله كتب كتابًا عنده فوق العرش إن رحمتي تغلب غضبي‏)‏‏[‏ رواه البخاري، كتاب التوحيد ‏(‏7554‏)‏، ومسلم، كتاب التوبة ‏(‏2751‏)‏‏.‏‏]‏‏.‏ متفق عليه‏.‏

وأجمع السلف على ثبوت الغضب لله فيجب إثباته من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل‏.‏

وهو غضب حقيقي يليق بالله، وفسره أهل التعطيل بالانتقام، ونرد عليهم بما سبق في القاعدة الرابعة وبوجه رابع‏:‏ أن الله تعالى غاير بين الغضب والانتقام فقال تعالى‏:‏ ‏{‏فَلَمَّا آسَفُونَا‏}‏ أي أغضبونا ‏{‏انْتَقَمْنَا مِنْهُم‏}‏‏[‏ سورة الزخرف، الآية‏:‏ 55‏.‏‏]‏‏.‏ فجعل الانتقام نتيجة للغضب فدل على أنه غيره‏.‏

 الصفة الثامنة‏:‏ ‏"‏السخط‏"‏

السخط من صفات الله الثابتة بالكتاب، والسنة، وإجماع السلف‏.‏

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّه‏}‏‏[‏ سورة محمد، الآية‏:‏ 28‏.‏‏]‏‏.‏

وكان من دعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏ ‏(‏اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك‏)‏‏[‏ صحيح مسلم، كتاب الصلاة ‏(‏486‏)‏‏.‏‏]‏‏.‏ الحديث رواه مسلم‏.‏

وأجمع السلف على ثبوت السخط لله فيجب إثباته له من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل‏.‏

وهو سخط حقيقي يليق بالله، وفسره أهل التعطيل بالانتقام‏.‏ ونرد عليهم بما سبق في القاعدة الرابعة‏.‏

 الصفة التاسعة‏:‏ ‏"‏الكراهة‏"‏

الكراهة من الله لمن يستحقها ثابتة بالكتاب، والسنة، وإجماع السلف‏.‏

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُم‏}‏‏[‏ سورة الأنفال، الآية‏:‏ 46‏.‏‏]‏‏.‏

وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏ ‏(‏إن الله كره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال وإضاعة المال‏)‏ ‏[‏‏"‏صحيح البخاري‏"‏، كتاب الزكاة ‏(‏1477‏)‏‏.‏‏]‏‏.‏ رواه البخاري‏.‏

وأجمع السلف على ثبوت ذلك لله فيجب إثباته من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل‏.‏

وهي كراهة حقيقية من الله تليق به، وفسر أهل التعطيل الكراهة بالإبعاد‏.‏ نرد عليهم بما سبق في القاعدة الرابعة‏.‏

 الصفة العاشرة‏:‏ ‏"‏النزول‏"‏

نزول الله إلى السماء الدنيا من صفاته الثابتة له بالسنة، وإجماع السلف‏.‏

قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏ ‏)‏ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول‏:‏ من يدعوني فأستجيب له‏.‏‏.‏‏.‏‏(‏ ‏[‏رواه البخاري، كتاب التهجد ‏(‏1145‏)‏، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين ‏(‏758‏)‏‏.‏‏]‏ الحديث متفق عليه‏.‏

وأجمع السلف على ثبوت النزول لله فيجب إثباته له من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل‏.‏

وهو نزول حقيقي يليق بالله، وفسره أهل التعطيل بنزول أمره، أو رحمته، أو ملك من ملائكته، ونرد عليهم بما سبق في القاعدة الرابعة وبوجه رابع‏:‏ أن الأمر ونحوه لا يمكن أن يقول‏:‏ من يدعوني فأستجيب له‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏